من يقدم الشَّراب . والجمع : سُقاة .
نسبة إلى سقي الماء ، والسِّقا : جلد عنز أو سهلة وهي الشاة الصغيرة ، يدبغ ويصنع به كما يصنع بالقربة ، ويجمع على سِقْيان ، وتصغيره سْقَي . والكلمة مسموعة في الحجاز والعراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وتونس ، وفي البحرين والإمارات وقطر : السقّاي .
الكندر : خشبة غليظة طولها حوالي متر أو أكثر ، يتدلى من طرفيها حبلان غليظان ، مربوط في طرف كل منهما تنكة للماء ، ولفظة كندر مصدرها شجرة شائكة ، ورقها كالآس ، وهي يونانية ، ويرى الباحث العراقي جلال الحنفي أنها فارسية . والكلمة مسموعة في الكويت وقطر .
*فائدة : الكندري لقب يطلق على عائلة كبيرة قدمت الكويت من إيران مع مطلع القرن العشرين ، وسكنت الكويت ودول الخليج ، وحصلت على جنسياتها ، ويسكنون في إيران في نواحي بستك وما جاورها ، وما زالت لهم بقية هناك .
انظر : " قاموس الكلمات الأجنبية في اللهجة الكويتية " لخالد سالم محمد ص 140 ، " الموسوعة الكويتية المختصرة " لحمد السعيدان 1255/3.
من الرواء ، والرواية : المزادة فيها الماء ، والكلمة مسموعة في الإمارات ، وفي وسط السعودية : الرّوّاي ، ولأن من يقوم قديما في العادة من النساء فأنهم يسمونها : روّاية ، وفي المثل : أبرد من طيز الروّاية ، وذلك أنها تحمل القربة على ظهرها . قال فيصل الجميلي في رثاء أخيه هجرس :
تصوم رحى البدو من عقب هجرس
وتفطر إلى جا هجرس بالغنايم
حشاش الياحشوا و( روّاي ) اليِ رَوَوْا
وريف لربعه بالدهور العظايم
انظر : " لقطات شعبية " ص 88 ، " معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة " لمحمد بن ناصر العبودي 363/5 ، " معجم ألفاظ الإمارات " للدكتور عبد الفتاح الحموز والدكتور فايز القيسي وشيخة الجابري ص 189
* تتمة : مهنة السقاية في البلاد العربية : انتشرت مهنة السقاية في المجتمع المصري خلال العهود السابقة، وكانت معروفة لدى الجميع، وتعتبر من المهن والوظائف المهمة في عصر الخلفاء والولاة المسلمين في مصر منذ الفتح الإسلامي، وكان للسقائين شيخ طائفة وأماكن للتجمعات وأخرى للسكن. ومما يذكر أن دار (عبدالعزيز بن مروان) الوالي على مصر في العهد الأموي، كان يحمل إليها نحو أربعمائة رواية ماء في كل يوم. في الماضي كانت بيوت القاهرة تعتمد على السقا تماماً، إذ لم تكن قد ظهرت صهاريج المياه أو الصنابير التي لم نكن نجدها إلا في القصور الملكية، مثل قصر الأمير محمد علي باشا، والمساجد الفخمة، فكان السقا هو مصدر المياه الوحيد في كل بيت، يجلب الماء من الآبار أو الخليج المصري الذي كان يصب في ترعة الإسماعيلية، وهو يبدأ من شارع بور سعيد ثم يتفرع ليصب في حارة السقائين.
- أما وسيلته لنقل المياه فكانت القرب المصنوعة من جلد الماعز، والمملوءة بالماء العذب، والتي يحملها السقاؤون على ظهورهم، وقد تكون الوسيلة برميلاً كبيراً مملوءاً بالمياه، ركبت فيه حنفيات من الخلف، وتجره الدواب كالحصان والحمار. اختيار السقا واشتراطات المهنة.
- كان هناك اختبار مبدئي يلزم للمتقدم للعمل في مهنة السقا اجتيازه، لكي يلتحق بطائفة السقايين، وهو أن المتقدم لابد أن يحمل قربة وكيساً مليئاً بالرمل يزن حوالي 67 رطلاً لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليالي، دون أن يسمح له بالاتكاء أو الجلوس أو النوم.
- كان يلزم أن يتصف السقا ببعض المواصفات، أهمها: أن يكون أميناً، وحريصاً على عدم تلوث المياه أثناء نقلها من النيل إلى المنازل وأسبلة الشرب العامة، وأن تكون القربة غير مصبوغة لكي لا تتلوث المياه باللون، ولا تكون بها أي ثقوب تنقص من كمية المياه. - تمركز السقاؤون بالقاهرة القديمة، في حي يسمى (باب البحر)، وهو يقع بجانب باب زويلة، وسمي بهذا الاسم عندما قام السلطان صلاح الدين الأيوبي بتشييد باب يطل على النيل سنة (569هـ/1174م) في نهاية السور الشمالي الغربي للقاهرة، حيث حرص السقاؤون على التواجد بالقرب من مصادر المياه والمتمثلة في نهر النيل.
- كان تطبيق شروط الحسبة على أصحاب هذه المهنة صارماً في الأندلس، ففي مدريد كان السقاؤون ينقلون الماء من القنوات إلى المنازل وسط دهشة زائري المدينة من الأجانب.
- في رسالة (ابن عبدون) أخبار حول المعاملات الخاصة بالماء في إشبيلية الأندلسية، نذكر منها أنه كان يحظر على النساء غسل ملابسهن في مكان استخراج السقائين للماء، وكان يخصص لهن مكاناً أكثر ستراً، وكان يمنع إلقاء القاذورات والبقايا في مياه الوادي الكبير.
- في مدينة فاس بالمغرب انتشر سقاة يحملون الماء إلى البيوت التي لا تصلها قنوات الري، كما كانوا يقدمون الماء إلى المارة في الأماكن العامة لإرواء عطشهم ، وكانوا يكثرون التنقل في الأسواق والمزارات، حيث يجلس القصاصون وينشر التجار بضائعهم.
- كان السقاؤون يكافؤون من عملائهم، ولم تكن لهم محلات، وقد سكنوا (كفر الشيخ ريحان) والذي سمي فيما بعد باسم (حارة السقائين)، واستمر ذلك الاسم حتى نهاية القرن التاسع عشر.
- اختلف ثمن المياه تبعاً لوفرتها أو قلتها، فكان السقا يتقاضى سنة 1830م، ثمن قربة المياه التي يحملها مسافة ثلاثة كيلومترات من 10 إلى 30 فضة (أقل تفريعات العملة المصرية)، وهذا مؤشر يدلل على أنها كانت مهنة غير مجزية. وبالنسبة للمنازل كان السقا يحصل على ثمن خدمته عن طريق علامة أو شرطة يضعها على باب المنزل، كلما أتى ببرميل، ثم يكرر وضع العلامات. ولكن هذه الطريقة كانت عُرضة للمسح، فلجأ إلى طريقة أخرى بإعطاء صاحب المنزل مجموعة من الخرز (على سبيل المثال عشرون خرزة)، وكل مرة يأتي بالماء يأخذ واحدة وعندما ينتهي الخرز يكون بذلك قد أتى بعشرين برميلاً ووقتها يتقاضى أجرته كاملة من صاحب البيت.
- لعل زهد السقا وقلة أجره كانت سبباً مباشراً في تسمية كتاب (وصف مصر) تلك الفئة بالخدم، حيث يقول: «أما السقاؤون فهم على نحوٍ ما رسل الحريم (أي النساء)، والنساء هن اللائي يخترنهم ويتبادلنهم فيما بينهن، ويتمتع هؤلاء الخدم عامة بحظ أوفر من الآخرين، ويوليهم أرباب البيوت أكبر قدر من الرعاية، وتبسط النساء عليهم حمايتهن ويحرصن على راحتهم».
- اللافت للنظر أن السقائين لم يكن يقتصر دورهم على حمل المياه وتوصيلها للمنازل، بل لعبوا دوراً كبيراً في إخماد الحرائق .
- كان (السقا) يقوم بعملية رش الأسواق والأزقة الترابية، بغية تبريدها في فصل الصيف، ويعمل على توزيع الماء للعطشى من المارة مجاناً.. إلى جانب حرفته التي تدر عليه ربحاً زهيداً.
- كان دور السقا الحقيقي يبرز في المناسبات كشهر رمضان والعيدين، وفي الموالد والأفراح والطهور (الختان)، فكان أهل الخير يمنحونه كسوة جديدة في الأفراح، ويقدمون له اللحوم في الأعياد.
- أخذت مهنة السقا في الاحتضار بالقاهرة عام 1865م، حينما أنشئت شركة المياه وبدأت في إنشاء آلات الضخ والأنابيب التي توزع المياه داخل مدينة القاهرة .
- الحاج زبالة اشهر صاحب دكان لبيع عصير الزبيب وكان في بداية مشواره سقا من هذا النوع وبعد ان اشتهر أصبح له دكان في شارع الرشيد، إلا أن دكانه ارتبط بالعديد من الاحداث السياسية منها أن رئيس وزراء العراق المشهور (نوري السعيد) كان من رواد الحاج زبالة وهو بنفسه يحرص على تقديم العصير بنفسه (للباشا)، وبعد أن ازيح الحكم الملكي كان عبدالكريم قاسم من المتعاملين مع عصير الحاج زبالة ، إذ حينما يخرج من مقر اقامته في وزارة الدفاع التي لا تبعد سوى نصف كيلومتر عن دكان الحاج زبالة يمر ليشرب من عصير الحاج زبالة حصرا، ويذكر أن دكانه كان مفتوحا على مدار الساعة " مجلة العربية - 2011/10/27 م "
نسبة إلى ورود الماء ، والكلمة مسموعة في ليبيا والجزائر .
لاستعمال القربة فيه ، والكلمة مسموعة في المغرب ، وفي تونس : بو قِربة .